أريدُ البدء في مُغازلتي لكِ بصدقِ مشاعري
المزعومة، ثمَّ أثمُل، فتفضحين كذبي، دون أن أبدأ في التبرير و المراوغة، لأنَّكِ
تعلمين أنّني شخصٌ صادقٌ يهابُ إدّعاءَ أمورٍ و نسبِها إليه عندما يثمُل...
أُريدُ أن أثمُل... أ تعلمين لمَا؟ لأنَّ
عقلي اللعينَ هذا لا يودُّ التوقُّف عن العمل...
أريدُ أن أثمُل، و أنسى إسمي، ثم أنسى معه
حقيقةَ عجزي عن الوقوف أمام عدم قدرتي على أن أغيِّر واقع أنّني لم أخترهُ... أريدُ
أن أثمُل، و نبيذي أودُّ أن تسكُبيه لي أنتِ... أريدُ أن أرحَل بعيدًا، مع الخيال،
في رحلةِ البحث عن النشوةِ المرغوبِ بلوغُها، عبر النظر في طِلاءِ أظافِرِك الأحمر
و أنت تسكُبين المشروب. طلاءُ أظافرِك ذاك، ذي الرائحةِ التي لن يعلَم أبدًا
الرجال أنَّهَا هي التي تجذبُهم إليك، أ ترينه؟... إنَّك تجعلينهم يسقطونَ أمواتً،
ضحايًا خاسرين أمامكِ، واقعين في غرامِك... بتلك الرائحة التي تسبَحُ في نهرها الأنوثة...
أريدُ ... أن أثمُل... و سَماعك، تتحدثّين عن
حِقبةٍ تاريخيةٍ ما لمدينةٍ إغريقيةٍ كُنتِ مولعةً بمعرفة تاريخها، فتُغيِّبين
عقلي، و تجعلينه يغرقُ مع محاولة تخيُّل شكل الضحايا الحرب التي تتحدثين عليها،
فتجعلين منّي إنسانًا عاطفيًا لحظتها لأنَّ لا شيءَ في مقدوري تخيلهُ سوى الدماء و
البُكاء و صُراخِ الأطفال و النساء... ثمَّ سُرعان ما تقومين برسم قُبلةٍ على
شِفاهِي، و عدم التأفُّفِ من قطراتِ النبيذ العالقة على ثغري... أنت ستتراجعين
قليلًا إلى الوراء، و تنظُرين نظرةً كأنَّها تقول:"ماذا، أ أعجبتكَ
الخُدعة؟" أما أنَا سأنظُر لك نظرةً كانت حقًّا تقول"أنتِ أفضَلُ شيءٍ
حدث في حياتي."