الأنا و وقاحتُها


في لياليك الطويلة،
حيثُ يغزوكَ الحُزن غزوًا،
أدعوك للسَّهر.
قد تُرافِقُك في سهرتِك قارورةُ جعَّةٍ،
أو قهوةٌ...
أو ربَّما موتٌ على شكلِ سجائرٍ،
أو ربما سجائرٌ على شكلِ موتٍ..
قد تُحاول إفرازَ دموعٍ فتعجز..
و قد تُحاولُ الصُراخ فتهابُ فزَع الناس..
ربَّما تُقرِّرُ الولوجَ إلى البحر و الصراخ هُناك..
فتخافُ أيضًا أن يُدرِكَ حُرّاس النُزُلِ صوتَك..
في لياليك الطويلة،
حيثُ يغزوكَ الحُزنُ غزوًا،
أدعوك للسهر.
في لياليك الطويلة رغم أنَّ الفصْلَ صيفٌ،
سيَزورُك الأسى،
في ليلةٍ يسودُها الظلام،
بعد أن غدَرَ بكَ ضوءُ القمر...
في شُرفَتِك تلكَ
و وِحدَتِكَ تِلك...
ستُبصِرُ قطَطًا في الحي.
ستُغادِرُ البيت، قصدَ مُلاعبَتِهم..
تقترِبُ فيبتعدون...
تُحاول التودُّدَ إليهم فيهربون
هم ليسوا بمُذنبين... و لكنَّك ستلوم رفضهم،
لصداقتِك.
أنت تعرف جيدًا...
أنَّ هربهم هو نِتاجٌ لعدائية النّاس...
و رشقِ أبناء الحيِّ لهم بالحجارة،
و مع هذا ... ستلومهم، رغم أنَّك تُدرك،
أنَّهم ليسوا بمذنبين.
رغم أنك تُدرك... أنَّهم ليسوا بِمُذنبين!!!
و مع هذا،
ستعود إلى شُرفتِك...
ستترشفُ من قهوتِك...
و تلوم الواقع،
بكلِّ وقاحةٍ،
بعدَ أن لُمتَ القطط على ذنبٍ ليسَ ذنبهم،
على لومهِ لكَ على أخطاءٍ ليست أخطائَك.