بعثِر أقلامكَ بجودٍ و
لين
إحنِ رأسك،
قهوتُك على يسارك،
سجائرك على يمينك،
و كلُّ ما تحتاجُه هو
السكون،
نيكوتينٌ و كافيين.
أخبِرني عن يومِك،
ما جديدُك؟
ههه طبعًا، ما عدا
النيكوتين،
و الكافيين.
نهارُك يتكرَّر؟
نومٌ فقهوةٌ فكتابة؟
أيُّ ذنبٍ إقترفتَه،
حتَّى تحظى بنصفِ حياة؟
و بربِّك – إن كانَ لكَ
ربُّ – ما الفرقُ
بين ما تعيشُه، و بين
الوفاةْ؟
آه، يا وحدتي في الليل،
تتوسعين..
تتمدّدين..
أنتِ هكذا دائمًا
حولي..
على الشمال، و على
اليمين...
كلُّ ما أحتاجُه هو
أنتِ،
و نيكوتين، و كافيين.
قُلّي؟ ما الذي تنوي
فعله هذه الليلة؟
ما أفعلُه كلَّ ليلة..
أكفِّرُ عن الذنوبِ
بالكتابة..
ألعَنُ بحروفي أبناءَ
فنِّ الخطابة...
كئيبٌ ولكنّني الكبير،
لذا عليَّ أن أُزيحَ عن
الصغارِ الكئابة...
تُعاني. صح؟
هل ستكسر الأنوف؟
حسنًا، هل ستملأُ
بضحاياكَ الصفوف؟
قطعًا لا...
كلُّ ما تُجيدُه هو ملأ
الصفحات بالحروف،
كلُّ ما تقدِرُ عليه هو
التذمُر، في الكُتب..
التي تملأُ بها
الرفوف...
قُلّي بربِّك – إن كانَ
لكَ ربُّ – أ لستَ عاجزًا؟
بلى... أنت كذلك...
هيّا.. خاطِب
وِحدَتَك... كما آعتدتْ.
آه يا وحدتي في الليل،
تتوسعين..
تتمدّدين..
أنتِ هكذا دائمًا
حولي..
على الشمال، و على
اليمين...
كلُّ ما أحتاجُه هو
أنتِ،
و نيكوتين، و كافيين.
و إن لم تنفعَ
هذيانَاتُك و حروفُك؟
و إن لم تُغسَل نذالتُك
و ذنُوبك؟
فقلّي حينها.. هل
ستنفعُ وِحدَتُك؟
أنظُر إليك.. أنتَ
دامٍ.
أ لا ترى دمًا؟
طبعًا.. أنت لا ترَ
شيئًا ما عدَا غُرورِك
تُخيطُ النصوص لإرضاءِ
جُمهورِك
و نَفسُك لم تَكُن عليك
يومًا عزيزةً
لم تتنازل يومًا و
تُهدِها دموعًا غزيرةً
تُخفي الحُزن كرغيفٍ
أخيرٍ في جيبِك
خِلتَ أنَّ الحروفَ
تأخذُ مِنك الألم و تَكسِرُ قيدَك؟
أ جُنِنت؟ هراءٌ ما
تقول...
مُتناقضٌ كإختلاطِ
البُقولْ..
و مُتسرِّعٌ كتداخُل الفصولْ..
قاربَت على عبورِ خطِّ
النهاية،
لكنَّكَ واقفٌ قبلَه
بخطواتٍ..
مُترددٌ و خائف..
تهابُ الوصول.
إفعلها... هيَا..
نادِ وِحدَتَك علَّها
تأتي و تُنقِذُك..
نادِها بإسمها و قُل:
آه يا وحدتي في الليل،
تتوسعين..
تتمدّدين..
أنتِ هكذا دائمًا
حولي..
على الشمال، و على
اليمين...
كلُّ ما أحتاجُه هو
أنتِ،
و نيكوتين،
و كافيين.