غريزةُ البقاء تختار الفِرار

 

كوقعِ المطر من على أسطُحِ البيوت،
غريزةُ البقاء على قيد الحياةِ تتساقط.


لم أعُد أُجيد ذِكر معنى الحياة،
أو التعريف بلذّةِ الحياة،
أو تحبيب الناس في الحياة،
كما آعتدتُ.


أعمدةٌ بنيتُها منذُ سِنينَ و كانت متينةَ القوامِ،
كذلك هي سقطت و دمَّرت ما حولها و تحتها ...


كإنسحابِ النيكوتين من جِسمِ مُدخِّن،
يُغادرني الحُلم بوجهٍ خيبةُ الأملِ تَعتليه ...
تُغادرني رياحُ الإصرار تاركةً لي بضعَ دنانير،
شاكرةً على الإقامة ذات الخِدمةِ المُتردّية...
يُراقبني القَدرُ من نافذةِ الجيران،
ضاحكًا،
شامتًا،
كما تُراقبني حبيبتي السابقةُ ساخرةً من بقائي وحيدًا...


كنتُ واقفًا هناك أُشاهِدُ كلَّ ما تعلَّق بي ينهار..
أُدخِّن عقب السيجارةِ إلى ما بعد نهايته،
مُصممًا على عدمِ رميهِ أرضًا،
و إطفائه،
و التخلي عنه،
كما تخلت عنّي أحلامي و كمَا خان سروري صداقتنَا...
بل إنّني وددتُ إبقائه قُربي، و مواساته،
كما تُواسيني كوابيسي و أحزاني...
كما واستني سيجارةٌ مُخبئةٌ في دُرجٍ لي،
بعد إنتهاءِِ العُلبة في الرابعة صبَاحًا...