راجت عبر موقع فايسبوك مؤخرا مشاركات عدة لـ"سكرين
شوتس" تحتوي على صورة مضمونها "سورة كورونا" قامت بمشاركتها (لا
كتابتها) المُدوِّنة آمنة الشرقي، التي قوبلت بالشتم و الكره و التهديد سواءً
بالعنف أو القضاء، في مناسبات عديدة.
لعلَّ آن تحميل حادثةٍ كهذه في القرن الحادي والعشرين
وخصوص في سنة ألفين وعشرين أكثر من طاقتها عملٌ عبثي ومضيعة للوقت، و ذلك لعدة
أسباب:
-تماما كرواج صورة تحمل سورة بعنوان كورونا من
قبل مدونةٍ ملحدة، راج فيديوان إثنان على نفس الموقع، "فايسبوك" يظهر أولهما
الرئيس التونسي يتلو سورة من إبتكاره علنا في مؤتمرٍ صحفي، و الثاني يقص فيه الشيخ
العريفي على المصلين أمامه سورةً بعنوان "سورة التفاح". حادثتان كهاتين
لهما أن يدفعانا للسؤال: مالفرق إن كانت المزحة متأتيّة من ملحدٍ أو مسلم؟
-مضى على ظهور الإسلام أربعة عشرِ قرنٍ، و
صمد الإسلام كفكرة و عقيدة منذ ظهوره، و دام بالرغم من المعادين له، و الرّافضين
إليه، على مدى عصور.
دينٌ بهذه العظمة حسب رأيي - و بذكر أنه متأتٍّ من عند إله عظيم مثله – فإنه كذلك
من العبث أن يضيع أتباعه وقتهم في محاربة مثل هذه المزحات، و هم خيرُ العالمين
بأنَّه فكرة عظيمة صامدة في كلتا الحالتين، و ما المحاكمة أو حتى العنف الجسدي أو
اللفظي لصاحبة هذه الفعلة، إلا عملٌ من شأنه أن يوضح كم أننا قومٌ متعجرف،
"بلطجيٌ" و شديد التعصب.
إنني شديدُ الإدراك أن غض النظر على مثل هذا
الممارسات، من شأنه أن يذكرنا بقيم التريث و معاملة الطيب بالطِّيب و السوء (هذا
إن لم نفرُغ أساسا من فكرة أن ذلك التصرف هو سوءٌ.) بالطيِّب كذلك.
إن السخرية و النقد أو حتى إنتقاد الفكرة
العظيمة لا يزيد تلك الفكرة إلا عظمة و إقبالا عليها، و لا حتى يُنقصُ من قدسيتها،
و هذا رأيي بخصوص مسألة آمنة الشرقي.
معتز الحاج سالم.