قد يُخوَّل للبعض من خلال قراءة عنوان المقال أنَّ القضية التي سيتم طرحُها من خلاله هي تصوُّرٌ دينيٌ ما – و لما لا – نقدًا للدين بحدِّ ذاته... لكنَّ المسألةَ تتجاوز حُدود دينٍ أو معتقدٍ معين، فالمُشكلُ الذي سنشرعُ في الحديثِ فيه ليسَ نقدًا للمؤمنِ و دينه بقدرِ ما هو بحثٌ في مدى وجاهةِ أو نفعِ الإيمان بالشيءِ بحدِّ ذاته.
إنَّ مُمارسةَ الذكرِ للجنسِ مع أنثًى مؤمنةٍ هو أمرٌ مروِّعٌ للغاية... لكن طبعًا لن نتجاهل مدى نسبيّةِ القول "أنثى مؤمنة" و لهذه الغاية سنقوم برصدِ المعنيّةِ بالأمر.
المرأةُ المؤمنةُ بأنَّ الجنس خارج إطار زواجٍ هو أمرٌ محرَّم، ستظلُّ ترى و أنَّ الجنس حتى في إطار علاقةٍ شرعيةٍ – دينيًا و قانونيًا – هو مجلبةٌ للخجلِ، و الأهمُّ، أنَّها تعتقدُ في أنَّ إظهارَ تحمُسِّها لتلك العلاقة هو ضربٌ من العُهر، لكنَّ المشكل الأعظم من ذلك أنَّ إبداءَ الخجل و التظاهُر به أو الشعور به لن يكون حلاً مُعوضًا مُناسبًا.
الإعلان الأخير لآخر إصدارات معتز الحاج سالم في مجال الألعاب
ثمَّ إنَّنا إذا دققنا النظر في أصل المُشكل و مصدرِ الداء، سنلاحظُ أنَّنا لم نتعامل مع الجنس "على أنَّهُ إحتياجٌ طبيعيٌ بشريٌ صِرفٌ" بل أنَّنا هرعنا إلى التعامل معه من باب "العادات و التقاليد"، و من باب "ما يُتيحُه المُجتمع و ما لا يُتيحُه" طبعًا، مع تبريرِ ذلك بأنَّهُ مقصَدٌ من مقاصد الدين و مما جاء في مُحرِّماته.
إنَّ إلقاءَ اللوم على الأنثى بشكلٍ مُستمِّر إذا ما إرتكب الرجلُ و اللأنثى "ذنبًا" سويةً لعلَُّ أنَّهُ هو ما يُفسِّر صعوبةَ أول علاقةٍ جنسيةٍ للمرأةِ وحدها مع زوجها، مقابل تعامل هذا الأخير بحماسٍ و لهفةٍ دون مواجهةِ أيِّ صعوباتٍ.
ثمَّ إنَّ هذا حافزٌ لنا حتّى نُبادِر بالسؤال: "إلى أيِّ حدٍ يُعدُّ منعُ العلاقاتِ الجنسيةِ قبل الزواجُ حلا ناجعًا – لحلِّ مشكل إختلاطِ النسب – و ما إلى ذلك من الإدعاءات المُبررة لفعل تحريم العلاقات الجنسية الخارجة عن الإطار المسموح؟" و "و ما هو مدى تأثيرُُ منعهِ قبل الزواج سلبًا على الزواج بحدِّ ذاته؟