تنازل مسؤولٌ يُدعى مُنير الفلفولي (أنار
الله وجهه و مؤخِّرته) في إحدى الصُبحيات و أستيقظ باكرًا، على الساعة العاشرة، و
ذلك ليُداوِم عمله فوق رأس عُمّالٍ كُلِّفُوا بإعادة صيانة الطريق المؤدّية إلى
بيته الكامن في آخرها.
و أفادَ العُمّالُ أنَّ حُضورَ مسؤولًا
مسؤولٍ مثله كان نافعًا للغاية، فتواجدُه في المكان يمنعُ تجاوزاتٍ عديدةٍ، فقد صرّح
أحدُ العاملين هُناك أنَّهُ، و بفضلِ تواجُد المسؤول هُناك حُرموا من فُرصة قضاءِ
حاجتهم تحت الزفت الذي يوضعُ لصيانة الطريق و كلُّ ذلك بسبب المسؤول "وجه
الزفت" ذاك على حدِّ تعبيره.
أما المسؤول فقد تنازل للمرّةِ الثانية في
هذا اليوم، مشكُورٌ، فبالإضافةِ إلى إستيقاظه مُبكرًا، تنازل مسؤولُنا و قدّم
تصريحًا يُقرُّ بنواياه في مُمارسة نفس التضحية، كلَّ يومٍ، و كلَّ صباحٍ، و سوف
يقفُ كي يُراقب العُمّال حتّى لا يقوموا بأيِّ عملٍ خاطئ، إلى حين إنتهاء صيانة
الطريق المؤدّية إلى بيت مسؤولنا، أنار الله وجهه و إبطهُ، و من يدري، قد يتنازلُ
أكثر بعد إنتهاء الأشغال و كي لا يستيقِظَ أبدًا إذا ما كُلِّف بمُراقبة عُمّالٍ
آخرين في أماكِن أُخرى.