توقعات بخصوص نشوب حرب أهلية بعد إختفاء شعول في مقهى شعبي



أفاد شهود عيانٍ، أنُّه من المتوقع أن تَنشُبَ حربٌ أهليةٍ في ولاية المهدية، تحديدًا في الحُفرة المُسمَّاة بـ"هيبون" و ذلك إثر وقوعِ حادثةٍ تُصنَّف في المرتبة الثانية، بعد الإرهاب، في قائمة أفضع الجرائم الجنائية، أ و هي واقعة إختفاء "شعول" في مقهى هيبون، ليلةَ أمس.

و أقرَّ نفس الشهود اللذين كانوا مُتواجدين في ذلك المقهى الراقي، ذو الجدران الملوَّنةِ بأبهى الألوان، ذو الطاولات الحديثة الصُنع، ذو المرحاض الذي لا تتسرب منه رائحة فضلات الإنسان، أنهم رأوْا أربعةَ شُبَّان مُجتمعين حول طاولةٍ من طاولات المقهى، يلعبون "الرامي"، ذلك النوع الراقي من الورق، قبل حصول ما لم يتوقَّعه صاحب المقهى.
فبعد إتهام نزار الأشيب السكّير، الذي هو ليس بسكّير، و إنما فقط يُلقَّب هكذا، بسرقة "جوكار" و إخفائه في ملابسه الداخلية، رصَد النادل إنطلاق عبارات صريحةً بسبِّ الجلالة، الأمر الذي جعل سقف المقهى يكاد يسقط و لعل إحتمال سقوطه يعتمد على مدى صراخ و شجار رواد المقهى، فإنَّ الشجار و الصراخ إذا زاد، زاد إحتمال وقوع السقف، نظرًا لوجود تشققاتٍ فيه.
و طبعًا نزار السكّير بدل الإعتراف بخطئه و إخراجه ما سرق، نكر ذلك، الأمر الذي تسبب في مغادرته المقهى و فمه مملوء بأعقاب السجائر التي إجتمعت في أرضية المقهى، فالسكّير لم يترك حلّا لمُجالسيه في المقهى سوى أن يضعوا في فمه كلَّ أوساخ المقهى عقابًا له، طبعًا ليس من الأخلاقي أن تتم مُسامحته و مُضاحكته ثم مواصلة اللعب، هذا هراء، هذا يُنقص من رجولة مُجالسيه.
أما بعد طرد نزار السكّير من المقهى، عاد بقية الكهول إلى الطاولة لمواصلة اللعب، إلّا أن مختار، واحدٌ من بين الذين جالسوا نزار، فزع فزعًا أخرس صوتَ كل من كانوا في المقهى،فقد أقرَّ بإختفاء ولّاعته التي يُشعل بها سجائره.
المهم، يقول شهود العيان أن السبب وراء إعتقال مختار ليلتها هو أنَّه لا يحب أن تتم سرقة ولّاعته، و بإختفائها شرع في إطعام الكراسي و الطاولات لكل الذين شكَّ بهم بخصوص أمر إختفاء الولّاعة، يا لكرمه و طيبة قلبه، فلم يحبَّ أبدًا تركهم جائعين.
و يُذكر أنَّه بعد هذه الحادثة، من المتوقع أن تنشُب حربٌ أهلية، بطبعًا كلُّ من تُسرق منه ولّاعته يجب أن يُسيِّل الدم و يغسل عاره. هكذا تقول الأعراف.