عاجل : دجاجة تُقرر التوقُّف على أكل لحوم البشر و أن تصير نباتية


أُخاطبُ المؤمنين الذين لا يمتنعون على أكل اللحوم، التي سخَّرها لهم إلههم، حسب قولهم، ثم أخطابُ نفسي التي مازالت لا تُمانع أكل البعض منها بحكم البيئة التي أعيش فيها، و ما تفرضه عليَّ من خياراتٍ محدودةٍ في الأطعمة، أتسائل: ماذا لو عكسنا الأمر، و صار الإنسان عشاء الحيوان؟
و من هنا أتت فكرة هذا النص.

أفادت دجاجةٌ كافرة من "دجاج الحاكم" لمُوزاييك آف آم، أنها تُفكر بأن تقطع مع النص الديني في كتابها المُقدَّس و الذي شرَّع لها فيه أكل لحوم البشر واصفًا تلك اللحوم على أنَّها "حلال" و أن الله قد سخّر البشر للدجاج كنعمةٍ يتعايشون بها مع مُشكل الجوع.
سُئِلت الدجاجة عن سبب تقريرها أمرًا كهذا، فقالت: "ماذا لو أنَّ البشر الذي أقوم بأكله كل يومٍ على مائدة العشاء يشعُر، و يتعذَّب؟" فردَّ عليها الصحفي قائلًا : "لحوم البشر هي مُسخَّرات، حتى و إن كان البشر يشعرون، فمع هذا فإن الله يملك حكمةً في ذلك" فأضافت: "ربما الله لديه حكمة، لكن ما دمتُ أنا أشعُر، فإنَّ عليَّ وضع نفسي محلَّ ذلك الإنسان المسكين الذي أقوم برميه برصاص بُندقيتي كلَّ يومٍ في المُدن، و أن أحترم مُخاطهُ ذاك الذي يُفرزُه من أنفه الواسعِ القبيح، و أن أتخيَّل نفسي و أنا أُفرزُ بُرازًا نتنًا مثله خوفًا، و أن أتخيلَّ كذلك نفسي و أنا أتبوَّل على نفسي رُعبًا"
و قيل أنَّ الإنترفيو مع هذه الدجاجة إنتهى بتكفيرها، ثمَّ بسجنها في مدجنةٍ تُحتجز فيها الدجاجات الفاسقاتُ العاهرات، و لعلَّ أنَّ كاتب هذا المقال يتضامنُ معها كثيرًا، فكلاهما كافران فاجرانِ مُجرمان، يتحدثان بإسم الإنسانية و المنطق، و هما ليسَا إلا بلعنتين عاشبتين يستهلكان الأوكسجين عبثًا الذي سخَّرهُ لنا الله نحنُ فقط.