تُعرف هيبون، الرُقعة الجغرافية التونسية الجميلة، بكثرة إهتمام سكَّانها
في شؤونهم، و بعدم إهتمامهم أبدًا في أحوال غيرهم، إطلاقًا. فمثل العاطلين عن
العمل مثل العاملين، نساءً رجالاً، كبارًا صِغارًا، كلُّهم مُحبّون، خالصو الطيبة،
يتعايشون في سلمٍٍ دائمًا، حتى إذا إرتادوا مقهى هيبون الشهير فهم يغضّون أبصارهم
بما أمر به الله، و لا يمسّون المارات بكلمةٍ أو بنظرةِ إشتهاء، طبعًا بغض النظر
على ال400 شجارًا بالأسلحة البيضاء التي تم تسجيلها في المنطقة في الفترة الأخيرة،
و من سيتهم مُتساكني هيبون بالدعششة و الإجرام، عليه أن يجد لنفسه أخصَّائيًا في
مُعالجة المُغالطات، ف400 شجارًا ليس رقمًا مُرتفعًا، إطلاقًا.
سكَّان هذه المنطقة هم أكثر الناس الذي سببوا الفرح و الفخر للكافر،
السكِّيرالنكِّير مُعتز الحاج سالم بعد أن جاهر بإلحاده، و رغم محاولة هدايته بالضرب
و التخويف و التهديد، قاموا بإحترامه و تقبُّل إختلافه، و أستعيذ من فِعل كفِعل
تقبُّل الآخر، لا سمح الله...
أين هي الدورة التكوينية في تصنيع الطائرات من كلِّ هذا؟
نعم إنَّه كذلك، هيبون – المهدية هي المنطقة الأولى عربيًا التي تُرسى فيها
مِثل هذه الصناعات، فالأمر كان غريبًا للغاية، خاصةً لمُتساكني المهدية ذاتهم.
فالحال أنَّ هذا المجد الصناعي لم يحدُث تدريجيًا، بأن تُرسى صناعةٌ لقطع غيار
السيارات مثلا، و من ثمَّ يُطوِّر "الهوابنية" من صنع قطع غيار إلى
صناعة السيارات و من ثمَّ الإنتقال إلى الطائرات و غيرها...
إلى ماذا يعود هذا المَجدُ العظيم؟
نعم، هؤلاء الذين يرتادون "مقهى هيبون" كلَّ ليلةٍِ بإستمرار،
تركوا كرمهم و طيبتهم، تركوا لعب "الرَّامي" و ال"شكُّبَّة" و
هي ليست الألعاب التي ساهمت في تخلف الشعوب العربية كمَا يدَّعي الحاج سالم
مُدَّعي التنوير و هو ليس بتنويري بل أسوأ من ذلك هو يشبه إطار السيارة المُحترق
هو يُشبه ال... أعتقدُّ أنَّه يجب علي مواصلة الشرح... نعم، تركوا كل هذا و بدأوا
في التخطيط لتجارة ناجحة، تعكس تطور المنطقة، بحضور شخصياتٍ سياسية مشهورةٍ ذات
نفوذ كهذا الذي ترونه في الصورة :
(رجاءًا إذا لم تظهر لك الصورة، إنتظر قليلا أو إرجِع في الغد)
يُذكر أنَّ معمل تصينع الطائرات مازال مُخططا ورقيًا، لم يتم بناؤه بعد، و
لكن الميزانية التي سيحتاجها العمل تم تأمينها عبر سنواتٍ من نهب الهوابنية بعضهم
البعض، لكن بما لا يُخالف شرع الله، و لفرارهم من المقهى بعد شُربِ
"الفيلتر" دون دفع الحساب، مع عدم مخالفة شرع الله أيضًا، دون الحديث عن
ال"براكاجات" السلمية التي وقعت هناك التي لم تُستعمل فيها الأسلحة
النووية من ألطاف الله فقط الأسلحة البيضاء...
كلُّ تلك الأموال صارت تُعادل مُتطلبات مصنع لإبتكار الطائرات و يعود الفضل
كلُّه للهوابنية الذين يهتمون في شؤونهم، و لا يهتمون أبدًا في شؤون غيرهم، الذين
يقبلون الإختلاف و لا يضرّون غيرهم و لا يمسون أحدًا بالسوء. فكرمهم و وقارهم كانَ
نِتاج لبعث مشروعٍ فائق الأهمية كهذا، في المنطقة.