تحليل نفسية مُنتقدي الإسلام



كثيرون من المؤمنين يتعجبون لظهور هجمات عنيفة من قبل المؤمنين السابقين في الوطن العربي على الدين الإسلامي، حيث لا يتوقفون عن إنتقاده و إبراز شوائبه و تناقضاته، الأمر الذي يُجعل المسلم في حيرةٍ من أمره بسبب جهل السبب، لهذا في بعض الأحيان تراه ينسب الأمر لإشتغال هؤلاء المعارضين لصالح الماسونية و غيرها من المنظمات "التي توفِّر ميزانيات ضخمة لفائدة كل شخص يقوم بمحاربة الإسلام" حسب قولهم.
و الحقيقة هي أمرٌ آخر، بعيد عن كلِّ تلك الإتهامات الصِبيانية، فلعل الللا ديني المُنتقد للإسلام إتخذ موقفًا كهذا للأسباب التالية:
-شعوره بالأسى تجاه إنخداعه ببقائه على دينٍ باطلٍ لسنوات
-إكتشافه أنَّ مصدر العقلية المُتحجِّرة المُتعصِّبة الكائنة في المُجتمع هي العقيدة ذاتها، لا الأشخاص و لا أمريكا و لا غيرها، الأمر الذي سيجعله ينتقد الإسلام بكل ما أوتي إليه، لا بدافع الحلم بالتنوير و إنَّما لإيمانه باليوم الذي سيُعامل فيه هذا اللا ديني من قبل البشر على أنه بشر، لا على أنَّه كافر، عدو الله، مُحبُّ لُمجامعة القطط و الكلاب، حالمٌ بشرب الخمر ليلا نهار... إلخ.
-ينصرف اللا ديني بين الحين و الآخر لتأكيد وجود آلاف المسلمين الطيبين، الواقع الذي  يعرفه الجميع، و الأمر الذي يخول لنَا أنَّ غاية المُنتقد من وراء هذا التأكيد هي ليست مُجاملة هؤلاء المُسلمين و إنما طلبًا غير مُباشرًا منهم لتقبل حقيقة أنَّ مُشكلته ليست مع الأشخاص، و إنَّما مع النصوص و العقائد و الأفكار الهمجية.
-مدُّه بأبرز أسماء العلماء و المُفكرين الذين لم يكونوا مُسلمين، بل كانوا من ملحدين و أديان أخرى.. الأمر الذي سيجعله يشعر بالنرجسية على الملأ كذلك تأكيدًا منه أن الإسلام لم يخلِّف عظماء بقدر ما فعلت أديان و عقائد أخرى.
-سُخريته من أساطير و خرافات – حسب إعتقاده – كموسى و معجزاته و عيسى و معجزاته و قصة آدم و حوّاء فيها إحالة على أنَّه في حالة من الحيرة و في محَّل سؤال :" كيف يؤمن البشر بقصصٍ كهذه و هي القصص التي تمَّ تدريس مثلها للأطفال لتسليتهم و إضحاكهم؟"
-اللا ديني المُنتقد للإسلام في حيرةٍ بين إثنين : توقفه عن الإنقاد و رميه مشعل التنوير على الأرض ثم إخبار الجميع أنَّه عاد للإسلام ليتوقف الإضطهاد الذي يتعرض له، و إنتقاد الإسلام ليلا نهارًا لإبراز شوائبه علّه ينتصر في حربه التي لطالما تمت مُناداته فيها بـ"المُختل" أو "المريض النفسي".
-في إنتقاد اللا ديني للإسلام أخيرًا إصرارٌ على أنَّه مهما تزايد الإضطهاد و التهديد فإنَّه لن يتوقف، لا شجاعة منه و إنَّما قهرًا.